الحنين الى الوطن

لا يوجد مكان في هذه الحياة بالنسبة للإنسان أجمل من المكان الذي ولد فيه وترعرع وتفيأ ظلاله وشرب من أنهاره العذبة؛ فذلك المكان هو الوطن، ففيه ذكريات الصبا وضحكات الطفولة البريئة، فهو جزء من كيان الإنسان فمهما إبتعد عنه ،فلابد أن تبقى الذكريات في ثنايا مخيلته وهذا جزء يسير من الوفاء لهذه الأرض التي حملته على ظهرها منذ ولادته إلى أن يحين الأجل و يدفن فيها.. فما أرحم الوطن
فقد يعيش الإنسان لفترة في وطن غير وطنه،و أرض غير أرضه لأن الظروف أجبرته على الرحيل لكنه يحب هذا الوطن الجديد،و يحب أهله لأنهم طيبون وجديرون بتلك المحبة
فالمحبة والطيبة لا تعرفان وطنا ،و لا أرضا ، و لكن مهما عاش في هذا الوطن البديل، فلا بد أن يفارقهم ليعود إلى وطنه حاملاً معه ذكريات الأحبة والأصدقاء الذين أحبهم والذين ساعدوه يتذكرهم وعيناه تذرف الدموع، فمنهم من كانت له كأم وآخر كأخوكأخت و كأبوصديق
الكثيرون شربوا من كأس  الغربة  و آلامها،و الإنسان بطبعه يشتاق و يحن للوطن،و الأهل في حياته الجديدة حتى و هو مع أسرته . فكيف به إذا كان وحيداً في ديار الغربة .. وقد ترك خلفه ثمانية أطفال كالورود لا معيل و لا أمان و لا مال لهم إلا الله ،فلا بد من أنه سوف  يتجرع ألم وحسرة البعد والفراق عنهم

Tags from the story
More from DRK Berlin Steglitz-Zehlendorf

رحلة البحث عن منزل في برلين

المنزل هو المكان الذي يحتضن ذكرياتنا السعيدة منها والحزينة وهو المكان الذي...
Read More