أطفال درعا

سوريا بلا أمل بعد ست سنوات من اندلاع الحرب
بدأت الثورة السورية منذ ستة أعوام. انقضت والسوريون يشربون كأس المر الممزوج بدماء أبناءهم وأحبابهم .. ، ومنذ ذلك التاريخ غيرت خربشات أنامل الأطفال قدر شعب كان محكوم بالصمت والخوف من شر نظام كان الجميع يعي بطشه وظلمه المبطن بشعارات الديمقراطية والحرية الشعبية منذ ذلك الحين تغير قدر شعب بأكمله وحررته من صمته ليكتب التاريخ مرحلة جديدة في تاريخ شآم المجد. هؤلاء الأطفال كانوا من مدينة درعا التي تقع جنوب سوريا على الحدود مع الأردن بعد أن أكتشفت الأجهزة الأمنية كتاباتهم فألقي القبض عليهم وقاسوا سوء العذاب في فرع الأمن السياسي في درعا ، نتيجة كتاباتهم عبارات ثورية على سور مدرسة من مدارس مدينة درعا لقد كتبت خربشاتهم تاريخاً جديداً للمنطقة، وقد دفع هؤلاء الأطفال ثمن تلك العبارات حياتهم وكانوا مابين السابعه والحادية عشر سنة.. لقد كانت لعبتهم مع الموت التي كان صداها عند ذلك النظام المجرم كصدى طائراتهم التي لم تتوقف عن قتل أبناء شعبها إلى هذا الحين، لكن من المؤكد والأهم في تلك الحادثة أن تلك العبارات لم تكن طائفية ولم تدع لحرب أهلية بل أستلهمت روح “الربيع العربي ” ، فحين سقوط الرئيس حسني مبارك قالوا : “إجاك الدور يا دكتور” حتى أن فيها لياقة وأدب لا تليق بدكتاتور كهذا الرئيس
Safwan Arena
لم يحاول هذا النظام أن يستوعب الأزمة بذكاء منذ بدايتها, بل كان شعاره إضرب بيد من حديد ونار وحتى أنه لم يفتح أي حوار مع المطالب الشعبية ولم يحاول الإستماع لصوت مطالبهم. والنتيجة كانت أن الناس إنفجرت يوم 18 آذارمارس 2011 بعد قصة إهانة مدير الأمن السياسي في درعا العميد عاطف نجيب للوسطاء. هذا الشخص الذي يكون إبن خالة الرئيس ظن أن ليس من حق الناس أن تسأل عن مصير أطفالها بل اكتفى بالرد عليهم إنسوا أن لكم أولاد أو ينسى الأهل فلذة أكبادهم
لقد كان النظام غبياً في تعامله, ليس له كحل إلا البطش والتنكيل ليتعامل فيه ..هذا العميد الذي كان أحد أفراد هذا النظام كان هو من نسج خيوط المؤامرة الكونية على سوريا
…إندلعت الثورة السورية مع أول قطرة دم سالت وحافظت حوالي نصف عام على سلميتها
كانت ثورة يتيمة مسالمة لا تطمح إلا للحرية و محاربة الفساد و الظلم ،لم تكن طائفية ولم تدع إلى حرب أهلية وهكذا إلى أن إضطرها النظام المجرم إلى التسلح بإرتكابه الكثير من الحماقات المسيئة والعنيفة ضد الأهالي في كل أنحاء سوريا
دموية النظام السوري وحقده الجامح وتمسكه بكرسي الحكم لم تكتف بإغراق سوريا في الدماء بل شرعت لإستخدام القتل على أوسع نطاق…نعم إنه مبدأ بشار الأسد إقتل بلا رحمة يستتب الأمر
عملياً بدأت الثورة المضادة في سوريا وللأسف لم تكتف بإفساد التحول السلمي ، بل أحدثت إنقساماً طائفياً غير مسبوق في تاريخ المنطقة للتأكيد، لم تحصل في درعا طول العام الأول حادثة طائفية واحدة ، النظام هو من لعب اللعبة الطائفية من اليوم الأول وقبل أن تطلق رصاصة واحدة أو يدخل عنصر من القاعدة أو ما يسمى بداعش حاليا” أو حتى ينشق عسكري واحد وصفهم بعصابات تكفيرية سلفية إرهابية وقدم نفسه على أنه البطل حامي الأقليات في المنطقة وليس في سوريا وحدها وبدأ يلعب على وتر العمليات التفجيرية المفبركة فيقدم نفسه حاميا للأقليات المستهدفة
لم يهتف الثوار ضد حزب الله ولا ضد الشيعة…وبيوت السنة في دمشق ودرعا وحمص والقيصر هي من إحتضنت مهجري حزب الله في حرب تموز 2006
والآن لم يعد الخيال يستوعب الحديث عن سوريا ومعاناتها، فلقد تحولت الثورة السورية إلى حرب أهلية طاحنة، وهذه هي النواة التي كان يعمل عليها بشار الأسد ومن على شاكلته الذين لهم مصالح على أرض سوريا كروسيا وحزب الله وإيران وبالطبع هذا لا يلغي حقائق التاريخ ولا يعفي النظام من مسؤوليته كما لا يعفي المجتمع الدولي عامة والعربي خاصة من مسؤوليتهم فلو أن المجتمع الدولي تدخل في العام الأول لما حصل ذلك, لكن مصالح العالم وقفت مع النظام الظالم لا مع الشعب المظلوم للأسف
حال سوريا اليوم كما كان حال أطفال درعا في زنازين الأمن السياسي إستباحة كاملة بلا رحمة من لم يمت بالرصاص مات بالكيماوي ، ومن لم يمت بالكيماوي مات بالبراميل. والدكتور الديكتاتور يعتقد أن الدور لن يأتي عليه ، وهو ماض في بطشه، والشعب ماض في صبره ولن تتوقف نساء سورية عن الإنجاب ، ولن ينسوا أطفالهم كما قيل في البداية وسيبقى هذا الشعب يهتف دائما يآ الله يالله…مآ لنا غيرك يآ الله

More from DRK Berlin Steglitz-Zehlendorf

رحلة موت تكللت بالنجاح

للنجاح و الطموح قصص عديده نذكر منها قصة الشاب الذي أمن بما...
Read More