ختان الإناث تقليد شائع في بعض الدول الأفريقية والعربية مثل مصر والسودان والصومال وهو غير مرتبط بالدِّين بشكل قاطع، بل هو نوع من التقاليد الاجتماعية. هذا التقليد يتمثل في تشويه وقطع الأعضاء التناسلية للفتيات في سن مبكرة بين سن الخامسة والعاشرة من العمر، وأحيانا يتم ختان الشابات المقبلات على الزواج اللاتي لم يتم ختانهن في الطفولة قبل الزفاف بأسبوع أو أكثر. والسبب في ذلك هو ثقافة تلك المجتمعات بأنه يحافظ على عذرية الفتاة. وأنها ستظل بِكر حتي ترضى زوجها، رغم أن أغلب الرجال حالياً أصبحوا لا يرغبون الزواج بالمختونات لأن الختان في كثيرمن الأحيان يسبب مشاكل في العلاقة الجنسية.
تصف منظمة الصحة العالمية الختان بأنه إجراء يؤذي الأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية، ويُلحق الختان ضررا جسديا ونفسيا للنساء والفتيات يلازمهن مدى حياتهن.
مما يثير الدهشة حدوث وممارسة الختان للفتيات في ألمانيا وسط اللاجئين والمهاجرين. وفقاً لدراسة قدمتها وزيرة لشؤون المرأة والأسرة الاتحادية، فرانزيسكا جيفي، في يونيو الماضي، فإن حوالي 68 ألف فتاة في ألمانيا مصابات بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية جراء هذه العملية، رغم وجود قانون يحظر الختان وينص على عقوبة قد تصل إلى السجن والغرامة المالية، إلا أنها تمارس بصورة سرية.
على سبيل المثال، في حي نيوكلن في برلين، تم القبض على طبيب سوداني يجري عملية الختان لكل طفلة مقابل ألف يورو تدفع بشكل مباشر في العيادة. وأيضاً في مدينة فلسبورغ، تم القبض على طبيب صومالي وحكم عليه بالسجن وغرامة مالية.
للأسف هناك بعض النساء يسافرن إلى بلدانهن لإجراء عملية الختان لبناتهن والعودة لألمانيا، ولكن عاجلاً سيكتشف الأمر عند المراجعة الدورية للطبيب او عند حدوث التهابات في المنطقة التناسلية. وبعض الأمراض مثل سلس البول والناسور وعند حالات الولادة، وأحياناً تتعرض الشابات المتزوجات المختونات لمضاعفات في العلاقة في بداية الزواج.
ويعد الختان أحد الأسباب الرئيسة لهروب الفتيات من بلادهن، وكذلك بعض الأمهات اللاتي لا يوافقن علي ختان بناتهن يضطرن للهجرة وتقديم اللجوء في الدول الأوربية بسبب الضغوط العائلية وإجبارهن على إجراء هذه العادة الضارة.
بوادرأمل لوقف الختان ومعالجة عواقبه:
هناك عدد من النساء السودانيات وطبيبات ناشطات بألمانيا يعملن على نشر التوعية بخطورة الأمر في مجتمع المهاجرين واللاجئين من أجل ختان الاناث. ولكن لابد من الاستعانة بالجهات المسؤولة والقانونية للمساعدة في نشر الوعي بخطورة الختان وتشديد الرقابة على المقيمين في ألمانيا ومنعهم من تشويه الفتيات.
وبالفعل هناك منذ سنوات عديدة حملات توعية ومراكز من أجل محاربة هذه الظاهرة والحد منها من أجل القضاء عليها .
بالإضافة إلى ذلك، نشرت وزيرة شؤون الأسرة الاتحادية٫ فرانزيسكا جيفي ، “رسالة حماية” للفتيات والنساء في اليوم العالمي ضد ختان الإناث في بداية فبراير 2021 ، والذي يحذر من الختان ويشرح العقوبات القانونية. يتم حالياً ترجمتها إلى لغات مختلفة.
مؤخراً قانون في السودان يعاقب على جريمة الختان بالسجن، وبدأ تنفيذ أول حكم بالسجن بحق إمرأة خالفت هذا القانون. أما في ألمانيا ومنذ سبتمبر 2013، يمكن للنساء المصابات بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية تلقي العلاج الطبي والرعاية النفسية والاجتماعية مجانا في مستشفى فالد فرييده Krankenhaus Waldfriede أو غيره من المراكز المتخصصة.
هنالك تحذيرات من الأطباء والمحاميين منذ فترة طويلة في ألمانيا لوقف هذه الممارسات ونأمل أن تنتهي هذه المأساة قريباً.