سألني أولادي حين أدركهم سن المراهقة، كيف على الإنسان أن يسعى إلى هدفه؟كيف يحقق أحلامه من دون أن يؤذي الآخرين؟ وكيف يكون طموحاً ويصل الى تحقيق ما يريد دون أن يكون أنانياً؟ ياإلهي! هل هي أسئلة نستطيع أن نجد لها جواباً؟ فهي أسئلة تمس حياة الأغلبية الذين يبحثون
عن هذه الإجابات. حسناً،حاولتأنأتهّرببكلامنظريأوأخلاقي، حيث أن معيار القيم المجتمعية يجب أن ينظم حياة الناس في هذه الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل فرد وما يطمح إليه من خلال تميزه عن غيره. بالطبع لم أفلت من أسئلة لا تنتهي عن كل ما قلته، إلى أن وصلنا الى نقطة مهمة وهي الارادة، لم أكن أتصور أن يتجه الحديث الى هذا المستوى. يظن أّي منا أن أولاده يبقون أطفالاً، ومع أنه يعرف أنهم سيكبرون يوماً ما الا أنه يتفاجأ بأسلوب تفكيرهم المختلف أو الغير معلوم. وقد يظّن أنه يرسم لأولاده حياتهم فيكتشف بأن لهم طريقاً مغايراً تماماً لما خطط له. من الجيد أن يتّخذوا قراراتهم برسم حياتهم بأنفسهم، والأفضل أن يتاح لهم ذاك التفكير. منذ أن يكون الطفل صغيراً يتنامى لديه طبع مميّز وهو مالا يمكن ملاحظته إلا بنشاطه وتفاعله مع الأطفال الآخرين. في مجتمعنا تسود فكرة السماح والمنع وأحياناً بدون مبررات خاصة للأطفال، لذا مهمة المربون والأهل بالنسبة لهم هي الأساس في بناء مجتمع المستقبل حيث التعامل والمراقبة والاهتمام،والإرشادهومايرّكزالمعلومةلديهم لتصبح سلوكاً حين يكبرون. حين يسأل الأطفال تلك الأسئلة الفضوليّة ستكون الاجابةهي الأساس لبناء معرفتهم،حيث تترّسخ عمليّا ً بالممارسة واتباع الكبار لها فعليّا ً. الطفل لا يقلّد أبواه وغيرهم فقط،انّمايضيف لهذاالتّقليد تميّزاً وربّما يبتكر طرقاً ويبدع في الأسلو
مهما كانت، ولكن هذا الهدف قد يتبدل من حق الفرد أن يبدّل خياراته حسب الحال وبهذ اتتجلّى الحرية في البحث الدائم عن الأنسب والسعي نحو
والسلوك. يكمن جمال الحياة بالحركة والتغييروابتداع كّل جديد ولا تكون بالرقابة ومعرفة النتيجة مسبقاً. أعتقد أن فكرة الحريّة تبدأ في تلك العلاقة بين الإنسان و طفله، فتقييده بالتوجيهات وارغامه على الفعل والاعتقاد يسبّب ذاك الخلل الواضح في الشخصية لديه وينشئ ذاك التناقض بين عالم مثالي نريده أن يؤمن به، وهذاالواقع الذي يتناثرأساليباً لايمكن أن تكون الحياة سهلة أو بسيطة، إنما
الأفضل دوماً. أجلس اليوم مع أولادي وقد تعدوا سن المراهقة واستطاعوا أن يتبينوا خياراتهم ومستقبلهم وأشعر بالفخر بالرغم من الصعوبات. يتخللها أوقات راحة لتكون استعداداً للانطلاق لهدف وتغيير جديد. أظن أنه لا يمكن أن تعم فكرة الحريّة في مجتمع ما، إن لم يمارسها أطفالها وشبابها و يتفهموها بشكل متغير كما لذلك بالنسبة لي: الاستمرار في الحركة والتغيير وامكانية الخيار فيهما هو ما يعني حرية لي، وهو بطبيعة الحال ليس ثابتاً أيضاً
وسلوكيات من مختلف الأنواع بإتاحة الخيار في أخذ قرارات بسيطة تحت الإشراف يترّكزمفهوم الإرادة للطفل ليستنبط حلولاً وأفكاراً جديدة ويعي بالتالي أن هناك ارادة للآخرين ويجب اعتبارها. لا يمكن إيجاد مفهوم محدّد للحريّة، لذلك من الصعب الخوض فيه بشكل عام، وإنما بالتأكيد إنها تتشّكل بما ينشأ عليه الطفل بفكرة أن مصلحة المجتمع العامة تقتضي التمّسك بالأخلاق والتي هي احترام آراء الآخرين وسلوكهم طالما لا يسبب الضرر لأحد لكي يتمكن هو بالذات من ممارسة حريته وتُحترم رغباته، لكي يأمن الجميع ويستطيعون الاختيار ويكون هناك سلاما ً وتفهما ً بدلاً من المواجهات الناجمة عن تعارض الخيارات
والسلوكيات. لا يمكن الحديث عن الحريّة ببساطة، و بالأغلب هي نسبية. يتعلق المقصود منها بالزمان والمكان وهي بالأغلب قسمان: فردي خاص وتنحصر في بيت الفرد وعائلته والمعارف، أما القسم الثاني فهو عام تحدّدها ضوابط المجتمع والسائد فيه والقانون. وقد يتداخل القسمان بأغلب الأوقات، يحدّ منها عدم وجودالخيار،والامتثاللسلطةقدتكوناجتماعية أو دينية أو حتى سياسية تُلغى فيها إرادته، ويُراد جعله شبيهاً بمن قبله من دون تفكير أو ابداع. قد تكون الحريّة هيا لتعبيرعن التغييرالدائم والذي هو عنصر الحياة الأساسي لاستمرارها والتفكيرالمستمربأن يسود المجتمع التآلف والتفّهم والاحترام. من حق أي فرد أن يسعى الى غايته مهما كانت، ولكن هذا الهدف قد يتبدل من حق الفرد أن يبدّل خياراته حسب الحال وبهذا تتجلّى الحرية في البحث الدائم عن الأنسب والسعي نحو الأفضل دوماً
أجلس اليوم مع أولادي وقد تعدوا سن المراهقة واستطاعوا أن يتبينوا خياراتهم ومستقبلهم وأشعر بالفخر بالرغم من الصعوبات لا يمكن أن تكون الحياة سهلة أو بسيطة، إنما يتخللها أوقات راحة لتكون استعداداً للانطلاق لهدف وتغيير جديد
أظن أنه لا يمكن أن تعم فكرة الحريّة في مجتمع ما، إن لم يمارسها أطفالها وشبابها و يتفهموها بشكل متغير كما لذلك بالنسبة لي: الاستمرار في الحركة والتغيير وامكانية الخيار فيهما هو ما يعني حرية لي، وهو بطبيعة الحال ليس ثابتاً أيضاً