يقول السيد عبد الحليم حمزة : لكي تعمل كطبيب في المانيا فالطريق شاق و طويل و تحتاج للكثير من الوقت و الجهد عبد الحليم طبيب سوري، في العقد الخامس من العمر متزوج ولديه ثلاثة أولاد. وصل إلى ألمانيا منذ سنتين و نصف بسبب الحرب في سورية
عبد الحليم يروي لنا كيف يستطيع الشخص الأجنبي العمل كطبيب في ألمانيا
أنهيت المدرسة الثانوية في سوريا عام 1985، ثم سافرت إلى أوكرانيا بهدف الدراسة، حيث درست هناك سنة لغة و ست سنوات الطب البشري. تخرجت من جامعة القرم عام 1992، وعدت لبدء الحياة المهنية في سوريا حيث عملت هناك لعشرين عاماً، ثماني سنوات كطبيب عام و اثنتا عشر سنة كطبيب جراحة عامة وفِي عام 2015 وصلت إلى ألمانيا
في المرحلة الأولى يجب على الطبيب دراسة اللغة حتى المستوى ب2 على الأقل، ليحق له التقدم بطلب لتعديل الشهادة.ويستطيع الطبيب دراسة مستويات اللغة ب2 و س1 كدراسة عادية أو بدورة لغة مخصصة للأطباء
إمتحان اللغة الطبية
هو إمتحان في نقابة الأطباء، و يكون قسمين شفهي و كتابي. و يجب على الطبيب المتقدم لاجتياز هذا الامتحان فحص أحد المرضى وكتابة السيرة المرضية الخاصة به، و من ثم يقوم بشرحها للأطباء المشرفين على الامتحان و تتم مناقشته في تشخيص الحالة المرضية ونوع العلاج المقترح للمريض ، و بعد ذلك يقررون إن كان قد اجتاز هذا الامتحان أم لا
بعد امتحان اللغة الطبية و آهلية الطبيب على القدرة للعمل كطبيب فيجب ترجمة شهادة الطب و شهادات الخبرة كي إرسالها لوزارة الصحة. و في حال كانت جميع الأوراق نظامية و كاملة، يتم تحديد تاريخ تقديم امتحان تعديل الشهادة للطبيب المتقدم
إمتحان التعديل
و هذا المتحان يكون لمرتين فقط كل سنة، إما أن يكون بالربيع أو بالخريف. و يتألف من ثلاثة أطباء بمرتبة بروفيسور ، بروفيسور داخلية، و جراحة، و تخصص آخر. و يتوجب على الطبيب فحص أحد المرضى و المطلوب و كتابة السيرة و الحالة المرضية له، ثم تتم مناقشتها من قبل الأطباء المشرفين و بعد الانتهاء مباشرة من الامتحان يتم إبلاغ الطبيب المتقدم لهذا الامتحان بالنتيجة سلبية أم إيجابية
إذا اجتاز الطبيب هذا الامتحان، يستطيع العمل كالطبيب الألماني تماما. و في حال عدم اجتيازه للامتحان، يحق له التقدم لهذا الإمتحان لمرتين إثنتين و من ثم يمكنه مراسلة المشافي و البحث عن العمل بحسب إختصاصه و بالأجر المناسب
:إمكانية إفتتاح عيادة!
يجب على الطبيب أن يعمل لعدة سنوات في المستشفيات، و من ثم التقدم لامتحان التخصص. عند اجتياز هذا الامتحان يمكنه فتح عيادته الخاصة، و إذا لم يجتازه لا يستطيع أية حال من الأحوال فتح عيادة خاصة به
أما عني ، فلقد أنهيت دراسة اللغة الألمانية لمستوى س1 الطبي ، و اجتزت امتحان اللغة الطبية بنجاح، و قمت بعمل تدريبين، الأول في إحدى المشافي و الثاني في عيادة، و أحضر لامتحان التعديل في شهر تشرين الثاني لكي أتمكن من العمل كأي طبيب عادي ”
و أنهى حديثه بقول أن الأمر ليس سهلا أبدا، و يتطلب الكثير من الصبر ، و لكنه يستحق المحاولة
أما عن خريجي كلية الحقوق، الذي أتم دراسته في غير ألمانيا، و أتى كمحامي إلى ألمانيا، فشرحت لنا عن هذا الأمر المحامية رنده الموصلي زوجة السيدعبد الحليم حمزة الذي روى لنا قصته
تقول السيدة رندة “ حصلت على الشهادة الثانوية في سوريا، ثم درست الحقوق في جامعة دمشق و التي استمرت لأربع سنوات و تخرجت في العام 1997، و من ثم أتممت فترة التدريب و لمدة سنتان في عدد من مكاتب المحاماة في دمشق ، و حصلت على شهادة الأستذة. عملت كمحامية لسبع سنوات، و بعد ذلك حصلت على وظيفة في وزارة المالية،بمديرية الضرائب
و في نهاية عام 2015 وصلت إلى ألمانيا. وحاليا أدرس اللغة الألمانية، و لا أملك خطة واضحة بعد حول عملي في المستقبل. حيث أن عمل المرء كمحامي في بلد آخر صعب جدا، بسبب اختلاف القانون و الدستور و حتى اللغة القانونية في ألمانيا صعبة للغاية و خاصة
المصطلحات ..الخ
يمكن للمحامي إنهاء دراسة اللغة للمستوى ب2، ثم يكون له الفرصة في الحصول على مقعد في مدرسة التدريب المهني ، ولكن يجب عليه أولا إنهاء سنة تحضيرية، بعدها يستطيع الدراسة في المدرسة المهنية لثلاث سنوات، ثم العمل كمساعد محامي
أنا أجد هذا الطريق صعبا للغاية، بالإضافة لصعوبة اللغة. لذلك ليس لدي رغبة بإعادة الدراسة. بل أريد إنهاء مستوى ب1 في اللغة ثم العمل في مجال آخر، أو بدء مشروعي الخاص. و لكن هذا أيضا ليس بالشيء السهل، لأن حلمي منذ الطفولة كان بأن أعمل كمحامية
وجدت قصة والدي كأي قصة في محاولة للإندماج في المجتمع الألماني، و في الحقيقة تحتاح إلى الكثير من الوقت، و الكثير من الصبر، و تستحق الفخر. و لكن يبقى هناك فارق كبير بين الاستسلام لمصاعب الحياة و ظروفها ومن ثم إعطاء ردة الفعل للظروف، و بين المضي قدما في الحياة لتعطيك هي ردة فعلها