زيارة في صف الترحيب
في العشرين من الشهر العاشر زارت مجموعة من طلاب صف الثامن من مدرسة بيتهوفن غمنازيوم( لانكفيتس) صف الأجانب في مدرسة فيلي غراف غمنازيوم( ليشترفيلده). و ذلك لأن الصف الثامن في المدرسة يدرسون حاليا مادة الأخلاق و ما يدور حول الغربة و الوطن, و نظرا لعدم وجود صف أجانب في مدرستهم اقترحنا عليهم زيارة هذا الصف و التحدث إلى طلاب من نفس عمرهم قد جاءوا مؤخرا إلى ألمانيا و التناقش عن أحوالهم هنا و إذا كان لديهم شوق لبلادهم. و لمتابعة هذا اللقاء ذهبت أنا للمدرسة و حضرت مع الطلاب
في مدرسة فيلي غراف غمنازيوم ،افتتح صف للأجانب قبل سنتين و في نهاية السنة الماضية بعد إنهاء تعلم اللغة الألمانية تم قبول الطلاب الأجانب في الصفوف النظامية مع الطلاب الألمان . فمع بداية هذا العام تم افتتاح صف جديد لتعليم اللغة الألمانية. و الشيء المختلف هذه السنة عن السنة الماضية هو وجود طلاب من بلدان متعددة. من جنوب كوريا و من إيطاليا و بلغاريا و روسيا و بولندا و سوريا بالإضافة إلى تركيا , على العكس مما كان عليه في السنة الماضية فقد كانت الأغلبية من سورية و أفغانستان. هذا يعني الأن وجود عدة لغات في الصف الواحد و لكل طالب منهم أفكاره و لهجته فكل شيء مختلف ولا تجمعهم سوى اللغة الألمانية التي يتعلمونها لخمس حصص في اليوم من أول مستوى و حتي الوصول لمستوى ال ب1 مع المعلمة ”هينيل” معلمة صف الأجانب في المدرسة
و كبداية للقاء و تآلف الطلاب مع بعضهم قامت المعلمة هينيل بعرض فيديو قام به عدد من الطلاب الأجانب من السنة التي مضت بالأشتراك مع مجموعة من الطلاب الألمان من صف مادة السياسة و الذي سمي ب ” تغيير وجهة نظر” و قد تم دعمه من قبل مركز bpb.و هذا المشروع لتغيير وجهة نظر طلاب صف مادة السياسة عن الطلاب الأجانب الذين بداية كانوا غرباء بالنسبة لهم, ثم أدركوا فيما بعد أنهم أناس مثلهم لديهم هواياتهم و مشاكلهم أيضا
بعد عرض الفيديو, تم تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة , كل مجموعة مؤلفة من طالبين أجانب و الباقي من الطلاب الألمان. و أثناء التعارف و تبادل الآراء لم يكن مجرى الحديث فقط التحدث عن أصولهم و موادهم المحببة بل كان أيضا عن الهوايات و الطعام و العادات و التقاليد
الطلاب الأجانب تعاونوا جدا مع فكرة اللقاء مع الطلاب الألمان و التحدث باللغة الألمانية بشكل كامل و هذا ما أسعد الطلاب الألمان كثيرا.و عندما واجه بعض الطلاب صعوبات في التحدث اللغة بشكل جيد تمت مساعدتهم بالترجمة للعربية و التركية و الانكليزية و الإيطالية من قبل الطلاب الذين يتحدثون اللغتين. و بالرغم من صغر عمر الطلاب الألمان إلا أنهم تفهموا الطلاب الأجانب بشكل رائع رغم عدم قدرتهم على التحدث بطلاقة بعد, حيث كان هناك الكثير من الأخطاء الفادحة حيث يقولون الجملة أحيانا بلا فعل أول بلا أداة تعريف , و بالرغم من ذلك تم تفهم و تقبل هذا الأمر بكل سرور من قبلهم
أما في الاستراحة فقد حضر الطلاب العديد من الحلويات و المشروبات و جلسوا جميعا و تناولوا الوجبات مع بعضهم . . و في نهاية اللقاء إجتمع جميع الطلاب على شكل دائرة ليودعوا بعضهم , و كانت الفكرة على الشكل التالي أن كل طالب من الطلاب يقف في المنتصف ليقول وداعأً بلغته الأم و البقية يرددون وراءه. و تم إنهاء اللقاء مع الاتفاق على القيام بالعديد من النشاطات خلال هذه السنة
من منظوري الشخصي أرى أن كل مدرسة تحتوي على صف أجانب هي مدرسة رائعة و لها أثر كبير. و كل معلم و معلمة يقومون بتدريس الطلاب الأجانب اللغة الألمانية هم معلمون عظيمون و ناجحون بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث أنهم يقومون بإعطاء المفتاح للحياة في هذه البلد للطلاب و يعطونهم أهم ما يلزمهم لبدء الطريق هنا. الكتابة عن أمر قد شعرت به و عشت الموقف و اللحظة و عندما تكتب عنه ينتابك شعور رائع أنك كنت هنا و عايشت كل تلك المشاعر التي لدى الطلاب الأجانب و جربت كل المواقف التي مرّوا فيها, إنه أمر يدفعك للأمل و الامتنان للمعلم الذي ساعدك على تخطي هذا كله